الأخبار

المديرة العامة لليونسكو تدين التواجد العسكري في مواقع التراث العالمي في سوريا وتدميرها

إزاء تدهور الوضع في سوريا، أصدرت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، البيان التالي:

" إن الوضع في سوريا يتدهور بوتيرة سريعة، مما يتسبب في معاناة بشرية وخسائر في الأرواح لا تُحصى. كما أن التراث الثقافي الفريد لسوريا يتعرض لأضرار جسيمة جراء النزاع الدائر هناك. وحتى اليوم، فإن ثلاثة مواقع للتراث العالمي لليونسكو هي المدينة الأثرية في تدمر وقلعة الحصن ومدينة حلب، بما فيها قلعة حلب، تُستخدم لأغراض عسكرية، مما يزيد من أخطار الدمار الوشيك الذي لا رجعة عنه، فضلاً عن الأضرار التي لحقت بهذه المواقع من قبل. 

إن التواجد العسكري في هذه المواقع إنما يشكل انتهاكاً لحقوق الشعب السوري. فالأضرار التي أصابت التراث الثقافي إنما تُعتبر بمثابة ضربة موجهة ضد هوية وتاريخ الشعب السوري ـ وهي أيضاً ضربة تستهدف التراث العالمي للإنسانية. وإني أدعو إلى الانسحاب الفوري للقوات العسكرية من المواقع الثقافية، امتثالاً للالتزامات الدولية لجميع الأطراف المشاركة في النزاع. 

كما أنني أدعو جميع الأطراف المشاركة في النزاع في سوريا إلى الامتناع عن استخدام أية ممتلكات ثقافية أو المناطق المحيطة به لأغراض عسكرية، وذلك من أجل تجنب تعريض هذه الممتلكات لمزيد من التدمير أو غيره من الأضرار.

  إن هذا الشرط منصوص عليه في اتفاقية لاهاي لعام 1954 الخاصة بحماية الممتلكات الثقافية في حالة وقوع نزاع مسلح ـ وهي التي تمثل الاتفاق الدولي الوحيد الذي يجري تطبيقه على المستوى العالمي ويخص فقط مسألة حماية الممتلكات الثقافية في حالة وقوع نزاع مسلح ـ كما أنه يتماشى مع القانون الإنساني الدولي. ويجب أن يشكل كل ذلك جزءًا من جهود أوسع نطاقاً لإنهاء العنف وحماية الأرواح البشرية والمضي قدماً من أجل إحلال السلام. وإني أضم صوتي إلى صوت المجتمع الدولي للعمل من أجل الوصول إلى نتائج  إيجابية لجهود التفاوض الجارية".