A Young Artist Reimagines AlUla’s Ancient Legacy

قصة

أصداء التاريخ: فنانة شابة تعيد إبراز إرث العلا العريق

نسجت خيوط الزمن حضارات عريقة في قلب منطقة العلا في المملكة العربية السعودية، تاركة وراءها تراثاً نفيساً. وتعجّ المنطقة بموروثات مكتوبة يمتد تاريخها من الممالك الدادانية والنبطية الغامضة التي حكمت البلاد إلى التجار والحجاج الذين وطأت أقدامهم المكان، إذ إنّ المنطقة غنية بآلاف النقوش المحفورة بالحروف الدادانية والنبطية والكوفية، مما يساعد على تتبع أصول اللغة العربية وتطورها.

ومن وحي هذا التاريخ، احتضن جيل جديد من مجتمع العلا تراثها الوثائقي العريق كأصل معرفي وأحيى تراث العلا القديم.

وتشهد منطقة السوق الصاخبة بالحياة والمتاخمة للبلدة القديمة ترميم مئات المنازل الأثرية كجزء من أحد مشاريع إعادة التأهيل الشاملة الذي تضطلع به الهيئة الملكية لمحافظة العلا. السيدة عبد الله هي واحدة من 18 صاحبة متجر سعودي في هذه المنطقة. وبما أن النساء يمثلن 25 في المائة من مالكي المتاجر، فهي واحدة من مجموعة متنامية من النساء اللواتي يضعن بصمتهن الابتكارية والإبداعية في خدمة تراث المنطقة. وأخذت على عاتقها، باعتبارها فنانة وخطاطة من المنطقة، إبراز تاريخ العلا من خلال القطع الحجرية المصنوعة بمهارة.

ترعرعت السيدة عبد الله  في مزرعة عائلتها المحاطة بالصخور المنقوشة بالنصوص القديمة، فكبرت على حب "التصاميم المعقدة والمعاني التي تكتنزها النقوش الصخرية المحيطة." وتقول عن مشاركتها في دورات يقودها علماء الآثار: "أردت التعرف على الحضارات التي سكنت أرضي ذات يوم وفك شفرة الألغاز التي تركتها وراءها".

لا ترى السيدة عبد الله في التراث مجرد بقايا من الماضي، بل شهادة حية تغني تطلعات المجتمع للمستقبل. وتسعى من خلال حرفها إلى إعادة إنشاء /تصوير نقوش العلا التي تُزيّن المناظر الطبيعية. 

تمزج السيدة عبد الله المواد الحجرية والرملية لتحفر على القطع الصخرية زخارف  "يفوح منها عبق التراث وتتحد مع روح القصص القديمة المنقوشة على الصخور".

لكن عمل السيدة عبد الله لا يقتصر على عالم الفنون والحرف اليدوية. فهي، وإذ تُدرك أهمية جعل تراث العلا في متناول الجميع، ابتكرت أدلة يدوية تسد الفجوة بين الحروف الحديثة والنصوص القديمة، مما يسمح للجيل الجديد التواصل مع جذوره بطريقة هادفة. كانت العلا ذات يوم مفترق طرق للتبادل الثقافي، وأصبحت في يومنا هذا مركزاً لعشاق الغوص في أعماق تاريخها.

بات تراث العلا الوثائقي محط اعتراف وتقدير دوليَّين ، وتندرج جهود الحفاظ عليه وتعميم الانتفاع به على نطاق أوسع في إطار مشروع برنامج ذاكرة العالم التابع لليونسكو.

أُدرج جبل عكمة، الذي يحتوي على ما يقرب من 300 نقش يعود تاريخها إلى الحضارة الدادانية خلال النصف الثاني من الألفية الأولى قبل الميلاد، في السجل الدولي لذاكرة العالم في عام 2023، وهو بمنزلة  مكتبة مفتوحة  تسلط النقوش فيها الضوء على ديناميكيات أقل شهرة في تاريخ شبه الجزيرة العربية، وتصور النساء على أنهن صاحبات الممتلكات والأراضي الزراعية ومشاركات في طقوس المجتمع الداداني.

 

A Young Artist Reimagines AlUla’s Ancient Legacy
A Young Artist Reimagines AlUla’s Ancient Legacy
A Young Artist Reimagines AlUla’s Ancient Legacy
A Young Artist Reimagines AlUla’s Ancient Legacy

برنامج ذاكرة العالم

برنامج ذاكرة العالم هو مبادرة استهلّتها اليونسكو لحماية تراث العالم الوثائقي والسمعي البصري والإبقاء عليه في ذاكرة المجتمع. إنّ برنامج ذاكرة العالم، إذ يهدف إلى تيسير الحفاظ على السجلات التاريخية والانتفاع بها، يسعى إلى تعزيز التفاهم بين الثقافات وفهم إنسانيتنا المشتركة.