اليوم العالمي للتنوع الجيولوجي
Despite the multitude of services that geodiversity provides, most people are not aware of how dependent on it we are as a society. This is why we need to promote a better understanding of the Earth’s dynamic processes, so that citizens can make informed policy choices that will foster a more sustainable society. Recognizing the importance of geoscience in solving major challenges that humanity is facing today, UNESCO’s General Conference proclaimed 6 October as International Geodiversity Day.
لا يدرك معظم البشر إلى أي مدى يعتمد مجتمعنا على التنوع الجيولوجي على الرغم مما يوفره لنا من خدمات عديدة. ولذا ينبغي علينا أن نعزّز فهم أفضل لعمليات الأرض الدينامية، حتى يتمكن المواطنون من اتخاذ خياراتٍ مستنيرة من شأنها أن تبني مجتمعاً أكثر استدامة. ولذلك أعلن المؤتمر العام لليونسكو يوم 6 تشرين الأول/ أكتوبر يوماُ عالمياً للتنوع الجيولوجي اعترافا منه بأهمية العلوم الجيولوجية في مواجهة التحديات الرئيسية التي تواجهها البشرية.
ما هو عمل اليونسكو المتعلق بالتنوع الجيولوجي؟
"يدعم التنوع الجيولوجي عمليات إنتاج الغذاء وإدارة الموارد المائية وإنتاج الطاقة، ويؤدي أيضا دورا محوريا في عملية التحول نحو التنمية "الخضراء" المراعية للبيئة، إذ يمكن أن يفضي استغلال الموارد المائية بحصافة إلى توليد الثروة واستحداث فرص العمل وتحقيق التنمية الخالية من انبعاثات الكربون، علماً بأن هذه الأمور تعد شروطاُ أساسية لبناء مستقبل مستدام."
ما هي أهمية التنوع الجيولوجي؟
ارتبط تاريخ الإنسانية ارتباطاً جوهرياً بالتنوع الجيولوجي عبر استكشاف واستغلال مواد الأرض. فقد مكّنتنا تلك المواد من الانتقال من العصر الحجري إلى العصر البرونزي وإلى عصر الحديد، وكانت لاحقاً القوة الدافعة لمختلف الثورات التكنولوجية التي حسنت من جودة حياتنا بصورة جذرية، مثل اختراع المحرك البخاري واستخدام الكهرباء ومؤخراً صناعة الشرائح الالكترونية التي مكنتنا من تصغير حجم أجهزة الحاسوب.
والتنوع الجيولوجي حاضر في كل مناحي حياتنا اليومية في الأشياء التي نستخدمها وفي الخدمات التي نحصل عليها. فهو مصدر المواد الخام التي تُصنع منها جميع الأشياء بما فيها ما تبنى به المدن والبلدات، وكذلك ما تصنع منه ألواح الطاقة الشمسية والعنفات الريحية. ويعدّ التنوع الجيولوجي عماد كل الأنظمة الزراعية إذ يوفر التربة والمياه. وهو أيضا مصدر للطاقة مثل الطاقة الحرارية الأرضية. وأمام مناظر التنوع الجيولوجي الطبيعية المتنوعة وألوانها وأشكالها يُلهم الفنانون ويُفتن السائحون.
وتؤدي الصخور والعمليات الجيولوجية أدواراً أساسية في تنظيم البيئة. وعلى سبيل المثال يُنَظّم تدفق الأنهار ما يصلها من المياه الجوفية التي تحويها الأرض، وهو ما يساعد الأنهار على الاستمرار في التدفق حتى في أوقات الجفاف. وللصخور والرواسب دور بالغ الأهمية في تنقية المياه السطحية الملوثة قبل أن تصل إلى طبقة المياه الجوفية.
ولذلك فالمعرفة العلمية المتعلقة بكيفية حدوث العمليات الجيولوجية والجيومورفولوجية تعدّ حيوية من أجل تقليل المخاطر المرتبطة بالزلازل وأمواج تسونامي والبراكين والفيضانات والانزلاقات الأرضية وغيرها. وتدعم تلك المعرفة أيضا تطوير حلول ذكية فيما يخص تخطيط استخدامات الأرض وإدارتها.
وفي الوقت الذي تواجه فيه الإنسانية أصعب تحديات العصر الحديث، ألا وهو تغيّر المناخ الناجم عن النشاط البشري، يساعدنا التنوع الجيولوجي على فهم تغيّرات المناخ السابقة. وستساعدنا تلك المعرفة أيضا على التنبؤ بتغيّرات المناخ في المستقبل وعلى أن نتكيّف معها بصورة أكثر فعالية.
فالتنوع الجيولوجي هو أساس كل التنوع البيولوجي، إذ يهيّئ الظروف لتطور الحياة وازدهارها وترتكز عليه كل البيئات والنظم الإيكولوجية على كوكب الأرض. ومن ثمّ، فالحفاظ على التنوع الجيولوجي يعدُّ شرطاُ أساسياً لحماية التنوع البيولوجي.
لماذا تم اعتماد يومٍ عالمي للتنوع الجيولوجي؟
لا يدرك معظم البشر إلى أي مدى يعتمد مجتمعنا على التنوع الجيولوجي على الرغم مما يوفره لنا من خدمات عديدة. ولهذا ينبغي علينا أن نعزّز فهم أفضل لعمليات الأرض الدينامية، حتى يتمكن المواطنون من اتخاذ خياراتٍ مستنيرة من شأنها أن تبني مجتمعاً أكثر استدامة.
ومن هذا المنطلق، يقدّم إعلان يوم عالمي للتنوع الجيولوجي تذكرة سنوية بالدور الذي يلعبه التنوع الجيولوجي في إتاحة ثروة هائلة من السلع والخدمات التي تعود بالنفع على المجتمع، وبأهمية إدارة موارد الأرض وتراثها الجغرافي بصورة مستدامة. ويعدّ اليوم أيضا فرصة للتوعية بالعلاقة الجوهرية بين التنوع الجيولوجي وكل أشكال الحياة، ولإظهار كيف يقدم تعليم علوم الأرض حلولاً مستدامة لتحديات استخراج الموارد وتقليل مخاطر الكوارث، والتخفيف من أثر تغيّر المناخ وفقدان التنوع البيولوجي.
ويبرز اليوم العالمي للتنوع البيولوجي الدور الأساسي الذي تؤديه المعرفة المتعلقة بعلوم الأرض في تحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر المحددة في خطة التنمية المستدامة لعام 2030 التي اعتمدتها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في عام 2015. فالمعرفة المرتبطة بعلوم الأرض سيكون لها دور حيوي في مجالات خطط تنمية دولية أخرى، لا سيّما في تحقيق الأهداف العشرين والمجالات ذات الأولوية لخطة عام 2063 التي اعتمدها الاتحاد الأفريقي ومسار ساموا للدول الجزرية الصغيرة النامية.
والأمل معقود على أن يساعد اليوم العالمي للتنوع الجيولوجي على تحسين التعاون العلمي الدولي وعلى اجتذاب الشباب للنطاق الواسع للمسارات المهنية في مجال علوم الأرض، لا سيّما النساء في البلدان النامية.
كيف حُدّد اليوم العالمي للتنوع البيولوجي؟
وافقت الدول الأعضاء ال 193 الحاضرة في المؤتمر العام لليونسكو على اعتماد اليوم العالمي للتنوع البيولوجي (مشروع قرار 41 م/38) في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021.
وتعد الأيام العالمية احتفالات سنوية أطلقتها الأمم المتحدة لزيادة الوعي والفعل المتعلقين بالقضايا ذات الأهمية أو للاحتفاء بالإنجازات الإنسانية. ويترتب اعتماد اليوم العالمي للتنوع الجيولوجي على اقتراح من الاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية (IUGS) ومن 108 منظمة علمية أخرى.
ويضطلع البرنامج الدولي لعلوم الأرض والحدائق الجيولوجية (IGGP) بإدارة اليوم العالمي للتنوع الجيولوجي.
ومنظمة اليونسكو هي الهيئة الوحيدة من بين هيئات الأمم المتحدة التي لها ولاية دعم البحث وبناء القدرات في مجالي الجيولوجيا والجيوفيزياء. وستستخدم اليونسكو اليوم العلمي للتنوع الجيولوجي لتعزيز أهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030 ولإنشاء حدائق جيولوجية دولية جديدة لليونسكو في أفريقيا والمنطقة العربية وأمريكا اللاتينية على وجه الخصوص.
أكثر من مئة منظمة دولية ووطنية دعمت اقتراح اعتماد يوم عالمي للتنوع الجيولوجي. وقد شملت هذه المجموعة 84 منظمة وطنية من 41 بلدا، و17 منظمة دولية مثل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة والاتحاد الدولي لاستكشاف المغاور والرابطة الأفريقية للمرأة في علوم الأرض والجمعية الأفريقية للجيولوجيا والاتحاد الأوروبي لعلوم الأرض. وسوف يتشارك هؤلاء الشركاء في السنوات المقبلة مع صناع القرار والطلاب والمعلمين والجمهور لتوسيع نطاق الوعي بثراء التنوع الجيولوجي.