مقال

الثمن الحقيقي للفن: حملة دولية لليونسكو تكشف الجانب الخفي للاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية

الثمن الحقيقي للفن: حملة دولية لليونسكو تكشف الجانب الخفي للاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية
if-ddb-image3_en.png

تطلق اليونسكو حملة إعلامية دولية لتوعية عموم الجمهور وعشاق الفن بالتخريب الذي يُلحِقه الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية بتاريخ الشعوب وهويتها. وتبيّن حملة "الثمن الحقيقي للفن" اعتماد الاتجار غير المشروع على نهب المناطق الأثرية الذي يغذي هذه التجارة، الذي يكون شديد التنظيم في بعض الأحيان، وهو يعتبر مصدر تمويل رئيسي للتنظيمات الإجرامية والإرهابية.

وتأتي هذه الحملة في سياق الاحتفال بمرور 50 عاماً على إطلاق اتفاقية اليونسكو بشأن الوسائل التي تستخدم لحظر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة، التي اعتُمدت في عام 1970، والتي صاغتها اليونسكو وضمّنتها إجراءات عملية لمكافحة هذه الآفة، وتعتبر الاتفاقية إطاراً عالمياً مرجعياً في هذا المجال.

يعتبر الاتجار غير المشروع سرقة موصوفة لذاكرة الشعوب؛ فالتوعية والدعوة إلى توخي الحذر الشديد ضروريان لمكافحة هذه الآفة التي يُستخف بحجمها إلى حدٍّ كبير

أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو

وقد أُعدت حملة "الثمن الحقيقي للفن" بالتعاون مع وكالة دي دي بي (DDB) باريس المتخصصة بالاتصال، وهي تعتمد على لغة عالم الفن والتصميم لإماطة تميط اللثام عن الحقيقة المظلمة التي تختبئ خلف بعض الأعمال الفنية؛ حيث يصور كل رسم توضيحي إحدى الممتلكات الثقافية، وهي مدرجة في التصميم الداخلي لدى أحد المشترين، ثمّ يُكشف الوجه الأخر للمشهد وما يحتويه من إرهاب وأعمال تنقيب غير قانونية، وسرقات من متحف دمرته الحرب وتصفية ذاكرة أحد الشعوب وما إلى ذلك من هذه الأعمال. حيث تروي كل رسالة قصة إحدى القطع الأثرية المسروقة من إحدى مناطق العالم (الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية).

وسيبدأ بثّ هذه الحملة اعتباراً من 20 تشرين الأول/أكتوبر، وهي مقدمة لعدة فعاليات مُعدة للاحتفال بالذكرى السنوية للاتفاقية، ونذكر من هذه الفعاليات ما يلي: اليوم الدولي الأول لمكافحة الاتجار غيرالمشروع ﺑﺎلممتلكات الثقافية (14 تشرين الثاني/نوفمبر)، وعقد مؤتمر دولي (16-18 تشرين الثاني/نوفمبر)، يُقام بالشراكة مع وزارة الخارجية الألمانية والمفوضية الأوروبية ومجلس أوروبا، وهو يرمي إلى تحليل الأولويات بالنسبة إلى كل منطقة ودراسة التحديات ومشاركة الحلول فيما يتعلق بمكافحة الاتجار غير المشروع. كما تخصص رسالة اليونسكو عدداً لهذا الموضوع وهو متاح على شبكة الإنترنت.

 

How much for the soul of a nation

توضيح بشأن حملة اليونسكو

نشرت اليونسكو في النسخة الأولى من حملة "الثمن الحقيقي للفن"، بعض الملصقات التي كانت تمثِّل صوراً لقطع أثرية مأخوذة من قاعدة بيانات متحف "متروبوليتان للفنون"، وهي موجودة في نطاق الملك العام؛ وكانت اليونسكو تقصد من وراء ذلك تنبيه عموم الجمهور عن طريق تصوير قطع ذات قيمة ثقافية كبيرة كان ينبغي أن تكون معروضة في المتاحف، ولكنها موجودة في أماكن خاصة فارهة. ولم يكن لدى اليونسكو أي نية للتشكيك في أصول القطع الأثرية الموجودة في مجموعة المتحف.

وقد قررت اليونسكو، بعد مناقشة أجرتها مع المتحف الذي يعتبر أحد الشركاء الهامين للمنظمة، ولكي تتجنب حدوث أي سوء تفاهم معه، إزالة جميع الصور التي تخص قطعاً من مقتنيات المتحف. وقد طُبعت من النسخة الأولى للحملة ثلاث مجلات فقط، وعُدِّلت جميع المنشورات الرقمية.

وكان استقطاب انتباه عموم الجمهور هو الدافع المنطقي لهذه الحملة، بغرض تشجيعهم على إيلاء العناية الواجبة عند شرائهم ممتلكات ثقافية. وقد لاقت هذه الحملة انتشاراً واسعاً، والملصقات المعتمدة مبيَّنة أعلاه.

وتأسف اليونسكو لاستخدام الصور التي تعود إلى متحف متروبوليتان للفنون، والتي تسببت في حدوث سوء التفاهم.